من الفوضى إلى الرؤية

  • Post category:مقالات

“خلوني أقولكم شيء يمكن ما تتوقعونه…”

أدري إنكم معجبين بطريفة تخطيطي، وتشوفوني إنسانة منظمة، تمشي حياتي على “تكة الساعة” مثل ما أحب وأبغي.
هذا الانطباع سمعته كثير من صديقاتي المقربات، ويمكن حتى منكم.
لكن خلوني أكون صادقة وشفافة معاكم.💙

أنا مو مثل ما تظنون …
في الحقيقة ، حياتي زحمة أكثر مما تتخيلون.
كمية المهام و المسؤوليات والمتطلبات اللي علي كبيرة ومتنوعة، ولا شيء يشبه الثاني.
هذا التنوع بحد ذاته … حمل ثاني 💙

اللي يفوتني كثير و اللي انساه أكثر ، و اللي اقصر فيه أكثر و أكثر …
و كل هذا مو لأنني مهملة ، لكن لأن شخصيتي بطبعها موهوبة ، شغوفة ، و متحمسة للحياة
أنا شغوفة لدرجة … التشتت 💙

يمكن تستغربون، لكن بعد ما تخصصت في الموهبة، بدأت أفهم نفسي.
فهمت إن من تحديات الشخصية الموهوبة و المبادرة .. إنها تندفع بسرعة، أحياناً بلا رؤية واضحة، وهذا الشي سبب لي تشتت فترة طويلة.💙

صحيح عندي خطة من عمري 16، ودوم أحب أخطط…
لكن التخطيط بدون رؤية، ما هو إلا ترتيب لحظي، ما يدوم، ولا يأسس.
عشان جذي، جلست مع نفسي جلسة مصارحة في أحد خلواتي من سنوات بحوار داخلي عميق.💙

قلت لنفسي:
يا أمونة إنتي شخصية موهوبة تحبين الحياة، وعندج شغف كبير بالنجاح.
وهذا الشيء جميل، لو تركته بدون ضوابط، بيتحول إلى فوضى…
و تصيرين مقصرة في الشغل ، و في البيت ، و على حساب صحتج و حياتج💙

ومن هاللحظة ، قررت إن التخطيط بحياتي ياخذ مسار مختلف.

صرت اخطط بناء على نقاط قوتي، وأشوف الصورة الكبيرة.
وأتعلم أستثمر في نقاط القوة بالمقربين مني ،
و صرت أتكلم بصراحة عن نقاط ضعفي، وأطلب المساعدة بطريقة ذكية وخفيفة على القلب.💙

تعلمت إن سر الانطلاقة المتزنة :
تستمتع بنقاط قوتك ، و تتصالح مع نقاط ضعفك .
ومن وقتها ، دخلت مشاريع كبيرة ، و وقعت عقود استشارية ضخمة ،
و انا بكامل تركيزي و اتزاني ، لأن عندي رؤية واضحة
و اعرف عدل في نقاط قوتي، ووين أحتاج أسند نفسي.💙

الحمد لله على موهبتي في التحليل، وعلى قدرتي في ابتكار الحلول الإبداعية.
والحمد لله اللي يسر لي تخصص يدعم موهبتي ، وسخرني إني أكون سبب خير لأي شخص حاب يطور حياته.

اللهم لك الحمد من قبل ومن بعد 💙

واجهتوا تحدي مع التشتت ؟؟ شنو اللي يشتتكم ؟؟